الخميس

وقع فى أسر العشق ..فخبروني من المسئول ..القلب ام العين؟؟!



ذكر ابن القيم فى روضة المحبين هذا العتاب الذي دار بين القلب والعين
فقال
" لما كانت العين رائدة والقلب باعثاً وطالباً
وهذه لها لذة النظر وهذا له لذة الظفر
كانا فى الهوى شريكي عنان ،
ولما وقعا فى العناء واشتركا فى البلاء أقبل كل منهما يلوم صاحبه ويعاتبه

فقال القلب للعين

انتِ التي سُقتني إلى موارد الهلكات وأوقعتني فى الحسرات بمتابعتك اللحظات
وخالفتي قول أحكم الحاكمين قل للمؤمنين ، وقول رسوله النظر إلى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس ،
ولربما يستمر أثر السم فى الجسد حتى بعد النزع

فمن الملوم سوى من رمى صاحبه بذلك المسموم؟!
أو ماسمعتِ قول العقلاء
من سرح ناظره أتعب خاطره ،
ومن كثرت لحظاته دامت حسراته ، وضاعت أوقاته ، وفاضت عبراته ؟!

وكما قالوا

وكنت متى ارسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً اتعبتك المناظر

رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولاعن بعضه انت صابر


قالت العين :

ظلمتني أولاً وآخراً ، وبؤت بأثمي باطنا وظاهراً، وما انا إلا رسولك وجند من جنودك ‘وانت الملك ولو أمرتني أن اقل على بابي لسمعتُ وأطعت ، ولقد حكم لي عليك سيد الانام ‘ وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ

(ألا وإن فى الجسد مضغة ...)الحديث.
فأنت الذي هلكت وأهلكت ‘ وفسدت وأفسدت ، وعميت فاعميت ، وبيني وبينك قول الله ( فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

فلما سمع الكبد تحاورهما قال :

كفاكما ، فأنتما على هلاكي تساعدتما ‘ وعلى قتلي تعاونتما ،
وما مثلكما إلا كمثل أشل بصير وأعمى يمشي ويسير
دخلا بستاناً فقال الأشل للاعمى : انا أرى ها هنا ثماراً حساناً بيد اني لا أستطيع القيام . فقال الاعمى أنا أقوم ، ولكن لا أبصر شيئاً ، قال المقعد : فاحملني ، فأنت تمشي وانا أتناول .
فعل من تكون العقوبة
قالا ـ القلب والعين ـ : عليهما

فقال الكبد فكذلك أنتما ، ولقد أنصف من قال فيكما :

عاتبت قلبي لما رأيت جسمي نحيلا

فألزم القلب طرفي وقال كنت الرسولا

فقال طرفي لقلبي بل كنت انت الدليلا

فقلت كفا جميعا تركتماني قتيلا "



فالحذر الحذر ياشباب من الحب الكاذب
أي حب مخالف لشرع الله سراب

واتقو النظرة المحرمة وبالغوا فى غض البصر فهي نجاتكم من الوقوع فى براثن الخطأ

طهروا قلوبكم وجهوها نحو باريها واملأوها حباً لله وبذلك لن يكون هناك مكاناً لحباً مخالف لحبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق